أكد الدكتور أحمد بن سنكر، المدير العام للبنك الأهلي اليمني، عضو مجلس إدارة اتحاد ​المصارف​ العربية، في مقابلة خاصة مع "الاقتصاد" أن "اليمن مرّ بظروف صعبة وخانقة تحديداً بعام 2015 عند نشوب الحرب هناك."

وشرح د. سنكر الذي مثل المصارف اليمنية في منتدى "تحديات الامتثال وتعزيز العلاقات مع المصارف المراسلة" الذي عقد في بيروت: "رغم كل الظروف التي مر بها اليمن إلا اننا حاولنا بقدر الإمكان كمصارف يمنية مع البنك المركزي اليمني تذليل الصعاب في بداية الأزمة، لكن استمرار الصراع العسكري الخارج عن ارادة المصارف فاقم الأوضاع. فحاولنا ابقاء عمل المصارف ضمن المنظومة المصرفية ضمن المعقول، ولكن الأمور تأزمت بعد ذلك تحديداً فيما يتعلق بعلاقاتنا مع مراسلينا في الخارج، وارتفع مستوى المخاطر بسبب ارتفاع مستوى الصراع، وصلنا إلى مرحلة بات فيها الكثير من مراسلينا حول العالم يتبعون خطوات تدريجية منها وقف الحوالات الواردة وبعد ذلك في خطوة ثانية تم وقف الحولات الصادرة، وثم عدم فتح ​الاعتمادات​ وبعدها أغلقت الحسابات فكانت هذه آخر مرحلة، مما سبب فعلاَ الاختناق."

وتابع:" لكن رب ضارة نافعة، فقد كانت علاقاتنا ومراسلاتنا معظمها مع ​البنوك الأوروبية​ والأميركية، بالمقابل مراسلاتنا مع ​البنوك العربية​ تكاد لا تذكر، هذه المعضلة التي حصلت لنا بعد الحرب جعلتنا نفكر بخلق علاقات جديدة أكثر توسعاً في البلدان العربية. كمدير عام للبنك اليمني الأهلي قمنا بجولات عديدة في المناطق العربية و​تركيا​ وفتحنا علاقات مع البنوك هناك."

وأضاف د. سنكر:" كانت أول زيارة لنا إلى لبنان لمراسلة المصارف هنا في عام 2018، وكانت على رأسها محافظ البنك اليمني ووفد من المصارف اليمنية، وهي سابقة من نوعها أن يأتي وفداً بهذا الحجم لزيارة دولة في آن واحد، وبالفعل هذه الزيارة المخطط لها حينها أتت بالنتائج المرجوة لجهة فتح اعتمادات لليمنيين لتصدير السلع الرئيسية، وأصبح هناك علاقات وطيدة مع بعض ​البنوك اللبنانية​. ولكن مع الأسف مع بداية الأزمة التي ضربت لبنان، تعرقلت مسألة السداد وتعطلت قدرة البنوك اللبنانية بالسداد إلى الخارج بسبب الشروط التي فرضها المصرف المركزي اللبناني، مما تسبب لنا اختناقات كبيرة."

وختم: "تفاقمت الأزمة في لبنان إلى أن أصبحت الأمور مستحيلة في الآونة الأخيرة، حيث تقدر قيمة الاعتمادات اليمنية العالقة في ​المصارف اللبنانية​ حالياً بـ 60 مليون دولار، وسنقوم خلال زيارتنا هذه بالاجتماع مع المعنيين في ​مصرف لبنان​ و"​بنك بيروت​" لمتابعة هذه الأزمة على أمل التوصل إلى حلول قريباً."